أن تكون .. عادي

Angela Hayes: Yeah? Well, at least I'm not ugly!

Ricky Fitts: Yes, you are. And you're boring, and you're totally ordinary, and you know it

أنجيلا هايز .. جميلة فيلم "أميريكان بيوتي" .. كان كل اللي قالقها و مخوفها من المستقبل إنها تكتشف إنها "عادية"
Ordinary

اللحظة اللي قالها فيها حبيب صديقتها إنها "مملة" و "عادية" كانت اللحظة اللي أكدلها فيها مخاوفها و هي اللحظة اللي وصلت فيها لحافة الإنهيار

آه يا أنجيلا

لو تعرفي إحنا بنقاسي أد إيه عشان نبقى عاديين ! .. لو تعرفي أهالينا إزاي بيكافحوا معانا عشان يخلونا نختفي

وسط الزحام

لو تسمعي نواح الأمهات المصريات المفضل : " إشمعنى انتي دونا عن أصحابك كلهم اللي .....، و ما تبقيش زيك زيهم ليه ؟! ... أصحابك كلهم عملوا ... و .. إشمعنى انتي اللي .....

لو تعرفي أهمية أن تكن البنت في بلدنا "عادية" ، مش طالعة فيها ، مش حاسة بنفسها ، مش فاكرة نفسها ياما هنا ياما هناك .. لأنها لو كانت أي حاجة غير كده يبقى عمرنا ماهنلاقي اللي يرضى بيها و بدماغها و بعندها

آه لو تعرفي كام بنت بتتحجب .. إسما بتتحجب .. عشان تتوه وسط البنات .. و لما المجتمع بيشاور عليها و يقول شوف البنت عاملة في نفسها إيه ؟ .. ده حجاب ده ؟!.. بينسى إنها لابساه عشانهم و عشان تبقى زي الباقيين .. عشان تبقى عادية و تريح دماغها من زنهم ، فطبيعي لا فاهماه و لا محترماه و لا مقدراه عشان يلمس شخصيتها و يغير اللي جواها قبل اللي لابساه على جسمها

لو تعرفي كام ولد دخل طب و طلع أفشل دكتور .. أو هندسة و بنى عمارات الناس بتموت فيها فعليا مش من حلاوتها و خفة دمها .. لو تعرفي كام حد عمل كده لأنه مش عارف يعمل إيه تاني .. لأنه بيعمل زي ما كل الناس عملت قبل كده

لو تعرفي كام مدرس من مدرسيننا بتكون مهمته الأولى في الحياة إنه يقتل أي شبهة تميز أو اختلاف .. و يوم مانبقى كلنا لون واحد و شكل واحد متساويين كأسنان المشط في الشبه و العقل و الأفعال .. بيحس إنه أدى رسالته على أكمل وجه و بيدوله جايزة المدرس المثالي و شهادة تقدير و يمكن شهادة استثمار ب 50 جنيه بحالهم تقديرا لخدماته التعليمية الهائلة

أحبيبتي يا أنجيلا .. أحب أقدملك مجتمعنا الجميل كأوبشان مناسب لحل مشكلتك .. هنا مجتمع بيعشق "عاديته" ..و ..

بيحارب أي هفوة تميز تظهر في أي ركن من الأركان

..

.. بأه زعلانة عشان إنتي عادية ؟ ..هاتي شنطك و تعالي على هنا

ليه تدوين ؟

في البدء كانت الحاجة للونس




من صغري كنت شخص غريب بالنسبة للي حواليا

في الوقت اللي كانت صحباتي و قريباتي مهتمين بالعرايس و لبس العرايس و شعر العرايس .. كنت باسمع حكايات من أمي بتقراهالي من كتب .. في الوقت اللي كانوا بيتفرجوا على الكارتون .. كنت باتفرج على دالاس و فالكون كريست .. في الوقت اللي كان الكل بيصرف فلوسه على التوك و الغوايش و العقود .. ..كنت باصرف اللي باحوشه على قصص المكتبة الخضرا و بعدها رجل المستحيل و بعدين كتب يوسف السباعي و نجيب محفوظ .. مش إني عبقرية زماني و لا إني البت الفت اللي ماحصلتش .. بس كنت مختلفة و ده كان مسببلي حالة من الشعور بالوحدة لسه باحسها و أنا بين أصدقاء الطفولة لغاية دلوقت ..

سنة 2000 تقريبا لما اكتشفت النت و المنتديات و المواقع الشبابية (أشهرها بالنسبة لي وقتها كان منتدى عمرو خالد و عشرينات ).. كان اكتشاف منعش و رائع .. تخيل إنك ماشي في الصحرا الساعة 2 الضهر حران و ملزق و ملموم عليك الدبان و فجأة لقيت فوق راسك سحابه و راحت ممطرة فوقك ماية ساقعة بالمنتول ..حاسس بيها و هي بتعمل تششششششششش فوق دماغك و تحسسك إن فيه أمل و إنك تقدر تكمل الطريق ؟ .. كان إحساسي مشابه للإحساس ده .. إكتشاف إن فيه ناس بتفكر زيي و بتتكلم زيي و اهتماماتنا ممكن تكون مشتركة .. و بعدين اكتشفت المدونات ..و دي كانت ليلة تانية خالص .. حبيت التدوين بشكل مش طبيعي .. إضرب ارتباطك بالفيسبوك في 20 -30 مرة يطلع ده كان مدى ارتباطي بعالم المدونات ..البساطة اللي كانت بتطرح بيها الموضوعات .. الأفكار المطروحة و اللي بيترد عليها بأفكار تانية في مدونات صديقة .. الخناقات ..اللي كانت دايما بتبقى حديث المدونين و مصدر نقاشاتهم .. الشلل و الشللية ..و الصحوبية ..و قصص الحب .. كان مجتمع مليان حياة رغم إن معظم اللي فيه ماكانوش يعرفوا بعض .. و يمكن يكون ده أحلى مافي الموضوع .. لكن للأسف مافيش حاجة بتفضل على حالها و الإنسان أصلا دعييييف .. إتشدينا كلنا لفخ كشف شخصياتنا .. سواء في لقاءات تدوينية أو لقاءات أو زي ماحصل معايا عن طريق نشر كتب و لقاءات في الميديا .. اللي حصل إن العالم الحالم الجميل اتحطم على صخرة الواقع زي ما بيقولوا .. بدأت الخلافات و الحساسيات ..و مين اتشهر أكتر من مين .. و مين يستحق و مين مايستحقش ..و بدأ ناس يتكلموا عن "كبار المدونين" و صغارهم ..بل إن البعض كان بدأ فعلا الكلام عن نقابة و مين يترشح ليها .. بدأ كمان مع اللقاءات على أرض الواقع سقوط الأقنعة لناس كتير .

طب ليه دلوقت ؟ .. ليه راجعة أدون و ليه كل يوم ؟.. أولا إعتبروه حنين للماضي .. أو يمكن لأن المدونات دلوقتي في الضل ..جايز أمنية إني أرجع تاني زي زمان .. أدون و أنا سعيدة و مطمئنة .. إن العالم لطيف .. هادي .. و طيب .. كمان لأن مع صدمتي في البعض ففيه البعض الآخر اللي بادين له بالكتير . ناس رائعين اتعلمت من خلال كتاباتهم إزاي أكتب و أحيانا إزاي أفكر .. مدونين و قبل كده بني آدمين بجد كنت هاخسر كتير لو ماكنتش اتعرفت عليهم .. فراجعة أدور على ناس تانيين زيهم أو يمكن أدور على وسيلة إنهم يرجعوا يكونوا جزء من حياتي الإفتراضية من تاني ..


ليه كل يوم ؟. لأني مفتقدة جدا الشباك اللي فتحتهولي المدونة زمان .. محتاجة وسيلة للبوح .. محتاجة أتكلم عن اللي جوايا من غير ما أعمل حساب مين هيقرا أو هيجيلي على اللي كاتباه كام تعليق ....إذا كنت بتقرا دلوقتي و مستني تشوف "غادة" اللي بتضحك .. أو "غادة" المشهورة .. أو أي غادة تانية غير غادة اللي انت بتقرا كلامها دلوقت .. فضها سيرة يا عم و ارجع ع الفيس و ريح دماغك .. اللي أنا هاكتبه هنا هاكتبه لنفسي أولا لأني محتاجة أكتبه .. هاكتبه لأني رجعلي شعور الغربة بتاع زمان ..و محتاجة ألاقي نفسي من تاني ..و عشان كده من بكره إن شاء
الله و لمدة 30 يوم ..

هاروح أدور .. هاروح أدور .. هاروح أدور .. على نفسي

..